الفصل 038 : تغيرات جذرية.

----------------------------

نزل (أورين) إلى الأسفل ليقابل الفتاتان ويتناول الفطور حتى يذهبوا جميعاً إلى المدرسة. فقال لهم بعد أن رفع يده:

"صباح الخير يا فتيات!" ثم أخد زجاجة الحليب من فوق الطاولة وصبّ الحليب على كأس بينما يتحدث إليهم:

"يا إلاهي، أنتم لن تصدقوا هذا ولكن... البارحة حظيت بحلم مروع حيث ذهبنا نحن الثلاثة إلى مستشفى مهجور يوجد في وسط اللامكان. ونحن حتى قد وجدنا المكون س.ت.م.ج و(ليليث)."

ثم وضع الزجاجة على الطاولة وقرب الكأس من فمه لكي يأخد رشفة ومن ثم أكمل:

"ولكن حينها، قد تحولت إلى نوع من الوحوش وقامت بمطاردتنا. وفي اللحظة الأخيرة، رجل غريب يسمى (93) أنقذ حياتي عن طريق تشتيت إنتباه الوحش..." ثم ضحك وقال: "قوة الخيال هي شيء مجنون حقاً."

ظل يتحدث حتى لاحظ نظرات الفتاتين الغير عادية، لم تستطع (جودي) أن تقول شيئاً فلم يفهم ما يحدث ثم نظر إلى (لورين) ووجدها تنظر إليه بنظرة انزعاج وإنفعال ثم قالت له بعد أن ضيق عينيه وهو ينتظر كلاماً قاسياً منها:

"ما الذي تتحدث عنه بحق الجحيم، ذلك ليس حلماً. هذا بالضبط ما حصل معنا البارحة."

فأجابها (أورين) بدون حصول أي ردة فعل مفاجئة، لأن ما حدث لهم البارح وعلى الرغم من أنه كان يظن بأنه حلم عندما استيقظ، فقد شعر بأنه شيء حقيقي، وفقط لم يستطع تذكر مؤقتاً ما حدث منذ خروجه من المستشفى حتى وصوله إلى المنزل واستيقاظه هذا الصباح. لكنه في تلك اللحظة تذكر كل شيء وظلت عيناه الضيقتان تنظران إلى (لورين)، ثم قال:

"أوه... أجل، هذا منطقي." ثم أخد رشفة حليب أخرى بصمت.

فقالت (لورين) وهي لا تزال منزعجة: "وصلنا إلى المنزل في الساعة 11 مساءًا، وأنت قد تناولت علبة بسكويت بأكملها وبعدها خلدنا للنوم."

رد عليها بعد أن تذكر ذلك الجزء الذي نسيه تماما: "أووه... أجل، أنا أتذكر الآن. لهذا السبب بدا الأمر حقيقيًا جدًا.... وأين هو المكون س.ت.م.ج؟"

لورين: "أنا أحتفظ به في أحد أدراج الخزانة في غرفتي حتى نلتقي ب(آشماداي)"

ابتسم لها ثم قال: "آه... رائع، عمل جيد."

حينها تغير مزاج (لورين) إلى الأفضل فابتسمت وقال له:

"حسنا، رؤيتك بأنك لست مستعداً كما ينبغي، فسوف أسبقك... أراك لاحقاً في الفصل."

أخد يلوح لها وقال: "حسنا! أراك لاحقاً!"

خرجت (لورين) من المنزل بعد أن حملت حقيبتها، وبقي (أورين) مع (جودي) الذي ظلت جالسة بصمت على مائدة المطبخ، فسألها:

"حسنا... هل سوف تغادرين أيضاً (جودي)؟"

فقامت من مكانها واحمرت وجنتاها ووضعت يدها على شعرها ووجّهت نظرها إلى يمينها ثم أجابت وهي تبدو محرجة قليلاً: أجل..."

ثم غيرت وضعيتها إلى وضعية أنثوية لطيفة وقالت له:

"ولكن قبل أن أذهب... أردت فقط أن أقول لك شكرا لأنك أنقذتني البارحة... أنت و(لورين) أتيتم من أجلي حينها... وتلك الطريقة التي واجهت بها ذلك المخلوق... لقد كانت... مبهرة."

رد عليها (أورين) مبتسما: "بالتأكيد قد عدنا من أجلك يا (جودي)، سوف أحميك دائما."

أظهرت (جودي) ابتسامة لطيفة جداً وأمسكت بذراع (أورين) ثم قالت:

"أنا أعلم... أنت أفضل أخ قد أستطيع الحصول عليه..." ثم ابتعدت وحملت حقيبتها وقالت: "إلى اللقاء أخي!"

فظل ينظر إليها وهي تغادر وهو يبتسم لأنه محظوظ بوجود أخت جميلة ولطيفة مثلها معه.

(إنها لطيفة جدا...)

ثم ألقى نظرة على طاولة المطبخ وابتسم مرة أخرى وقال مع نفسه:

(أوه، هناك علبة بسكويت أخرى.. هيهي... سوف أتناول الكثير منها قبل أن أخرج.)

***

بعد مرور عدة ساعات...

رن جرس المدرسة، وقد انتهى الفصل وكان (أورين) جالس على طاولته فخاطبت الآنسة (ويلسون) طلابها قبل أن يخرجوا:

"وكما هي العادة، قبل أن تذهبوا، سوف أعطيكم أوراقكم الخاصة باختبار يوم أمس. على العموم، لقد قمتم بعمل جيد. استمروا بذلك!"

فتقدمت نحو (أورين) مباشرة بعد أن أخرجت مجموعة من الأوراق المرتبة، ومدت ورقة الإختبار الخاصة به وهي تبتسم فقالت له:

"(أورين)، لقد حصلت على أفضل علامة في الفصل. لقد علمت بأنك إن بدلت جهدك، فأنت تستطيع فعلها. تهانينا."

رد عليها (أورين) سعيدا بينما يمسك ورقته:

"شكرا لك يا آنسة (ويلسون)! أنا فخور جدا بنفسي، ولكن كل هذا بفضلك. آخر حصة خاصة كانت مفيدة للغاية!"

ثم تردد قليلاً وقال: "اهمم... ألا نستطيع إكمال تلك الحصص الخاصة؟"

اختفت ابتسامة الآنسة (ويلسون) تدريجيا ولم تستطع النظر في عينيه ثم قالت:

"لا... (أورين)... نحن بالفعل قد تكلمنا حول هذا... في الحقيقة، أنا أيضاً قد ألغيت حصصي الخاصة مع جميع طلابي الآخرين. أفضل أن أركز على عملي هنا حالياً."

رد عليها وأمله خائب: "أوه... أنا أرى ذلك، أنا أتفهم."

فأخرجت له ابتسامة صعبة قليلاً، ثم ذهبت لتقف بجانب مكتبها لكي تخاطب جميع طلابها قائلة:

"حسنا، يمكنكم الذهاب الآن. اليوم سأكون متواجدة في قاعة الأساتذة حتى 20:00 مساءًا. في حال كان أحدكم لديه أي شكوك حول علاماتكم في الإختبار، يمكنكم المجيء. هذا كل شيء، أراكم غداً!"

فانصرف الجميع، وظلت الآنسة (ويلسون) واقفة حتى شعرت بشيء غريب في الفصل، حيث أدارت رأسها لتجد (توم) يحدق بها وهو يبتسم بكل لطافة، فسألته:

"اهمم... هل أنت بخير، (توم)؟"

أجابها وهو جالس بشكل مستقيم كطالب مجتهد ومواظب:

"أجل! أنا كذلك، يا آنسة (ويلسون)! ....... آنسة... (ويلسون)! يا له من اسم جميل!"

لم تفهم الآنسة (ويلسون) ما يحدث مع (توم) الذي تغيرت شخصيته 360 درجة عن السابق، فهي لا تعلم ما حدث حقاً وبأن (أورين) هو المسؤول عن جعله بذلك الشكل. فقالت له وهي محتارة:

"اهمم... شكرا لك، (توم). هل أنت متأكد من أنك بخير؟ أنت تبدو... هادئاً أكثر من المعتاد."

فازدادت ابتسامته واستقامته وقال لها:

"أجل، الجميع يقول لي ذلك باستمرار، ولكني لا أتذكر ما كنت عليه من قبل. كل ما أعرف هو أنني أشعر بشعور جيد وأريد مساعدة الآخرين لكي يشعروا بشعور جيد أيضاً."

لا تزال الحيرة مرسومة على وجهها، فقالت له: "هذا.... شيء لطيف يا (توم). تعجبني شخصيتك الجديدة."

شكرها بكل احترام ثم صرفت نظرها عنه، ولا تزال الحيرة والإرتباك على وجهها بعد أن نظرت في الجهة الأخرى إلى (جاك) الذي أصبح الطلاب في المدرسة بأكملها يلقبونه بـ(جاك القوي) بدلاً من (جاك البدين). حيث كان (جاك) مليئاً بالعضلات وكان يقوم بتمديد عضلات فخده، وقد أصبح أطول وأضخم أيضاً وكل هذا حدث في فترة قصيرة جداً. وكانت في الجهة الأخرى فتاة جميلة ولطيفة جالسة على أحد الطاولات وهي شاردة الذهن تحدق به بينما كان يقوم بحركات رياضية.

فنادت عليه الآنسة (ويلسون): "(جاك)؟"

في تلك اللحظة استدار نحوها وظهرت جميع عضلات بطنه وصدره وذراعيه بشكل رائع وبارز، فقد كان عاري الصدر ويرتدي فقط سروالا قصيرا أسوداً وقلادة سوداء حول عنقه. فسألها: "نعم يا آنسة؟"

سألته هي الأخرى بِحِيرَة: "اهمم... كيف أصبحت... متى.... لماذا أنت قوي جداً؟"

فقال لها بكل جدية بعد أن ابتسم:

"الجسد هو الهيئة الضخمة للعقل مما يعني أنه يحتاج إلى التدريب. أنا الآن قد أدركت بأنني جزء من هذا الجسد، بدلا من أن الجسد هو جزء مني. تكريم الجسد هي طريقة لكي نُظهِر احترامنا للروح."

رفعت حاجبها وقالت له: "ولكن البارحة... لم تكن بهذا الشكل... كيف فعلت..."

أجاب مقاطعا كلامها: "هذه هي قوة الروح"

ثم أرسل ركلة بقدمه اليمنى في الهواء وصرخ: "هياااه!"

ثم قال بهدوء بعد ذلك: "آلة مزيتة ومثالية. خُلِق الجسد والعقل كشيء واحد."

كانت الفتاة في الخلف لا تزال تنظر وتحدق في جسده المعضل والجميل لدرجة أن لعابها بدأ يسيل.

فقالت له الآنسة (ويلسون): "اهمم... حسنا، ولكن لا يمكنك خلع قميصك هنا. يجب عليك أن ترتدي لباس المدرسة الموحد."

اعتذر لها (جاك القوي) وقال: "بالتأكيد، آسف حول هذا. سوف أغادر الآن. الوداع."

الآنسة (ويلسون): "أ-أراك غدا..."

حين أراد الخروج من الفصل، نهضت تلك الفتاة من الطاولة ووقفت أمامه وبدت وكأنها تتودد إليه، فقالت وهي تمدحه:

"(جاك)! واو... أنت تبدو رائعاً! هل ترغب في الحصول على بعض..."

لم تكمل كلامها حتى أرسل لها (جاك القوي) راحة يده على وجهها ثم دفعها وقال لها بعدوانية:

"اختفي أيتها الفتاة الرخيصة."

حين قال لها ذلك الكلام العنيف ثم رحل، كانت الفتاة تبدو حزينة وعلى وشك البكاء فظلت مكانها وهي تنظر إليه وهو يرحل.

وكان (أورين) شاهد كل ذلك وهو يحدث نفسه:

(هممم... يبدو بأن الرذاذ لديه بعض الآثار السلبية. ولكنه يؤدي وظيفته الرئيسية، والذي يعتبر الشيء الأهم.)

ثم نظر إلى الأرض وظهرت عليه العزيمة.

(على كل حال، أعتقد بأنني سوف أذهب إلى المكتبة لكي أدرس.......)

فتوقف عن التفكير لوهلة ثم ضحك وقال مع نفسه:

(واو، لا أستطيع التصديق بأنني قلت هذا للتو...)

يتبع..

2022/02/07 · 115 مشاهدة · 1270 كلمة
نادي الروايات - 2024